و المغرب قبلة» كان قويا. انتهى. أقول: قدعرفت انه بالنظر الى الخبرين المذكورين وما دلا عليه فلا اثر لهذه التخريجات.
قد صرح الأصحاب (رضوان الله عليهم) أيضابالنسبة إلى الماشي المضطر إلى الصلاة معضيق الوقت انه يستقبل القبلة بما امكنه منصلاته و يسقط مع العجز و استدل عليه فيالمدارك بقوله عز و جل «فَإِنْ خِفْتُمْفَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» و صحيحة عبدالرحمن بن ابي عبد الله قال: «سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يخاف من سبع أولص كيف يصلي؟ قال يكبر و يومئ برأسه».
و أنت خبير بما في الدليل المذكور منالقصور عن الاستدلال فإنه لا دلالة فيهعلى المشي بوجه و غاية ما تدل عليه الروايةالصلاة في حال الخوف من السبع بالإيماء وان كان واقفا في محله.
و أظهر منها صحيحة علي بن جعفر عن أخيه أبيالحسن (عليه السلام) قال:
«سألته عن الرجل يلقى السبع و قد حضرتالصلاة و لا يستطيع المشي مخافة السبع فانقام يصلي خاف في ركوعه و سجوده السبع والسبع امامه على غير القبلة فإن توجه إلىالقبلة خاف ان يثب عليه الأسد كيف يصنع؟قال يستقبل الأسد و يصلي و يومئ برأسهإيماء و هو قائم و ان كان الأسد على غيرالقبلة».
و الآية و الخبر ايضا على تقدير دلالتهمالا دلالة لهما على اعتبار ضيق الوقت كماذكروه إلا ان يدعى ذلك في جميع أصحابالأعذار كما تقدم.
و الأظهر الاستدلال على ذلك بما رواه فيالكافي في الصحيح عن يعقوب بن شعيب قال:«سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجليصلي على راحلته؟ قال يومئ إيماء و ليجعلالسجود اخفض من الركوع. قلت يصلي و هو يمشي.قال نعم يومئ