حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 9 -صفحه : 446/ 235
نمايش فراداده

بالبناء على الأقل و ما سمعت أحدا تعرضلهذه الدقيقة، و في حديث عمار الآتي إشارةالى ذلك فلا تكونن من الغافلين. انتهى.

أقول: أشار بحديث عمار الى روايته التيقدمناها و هي قوله (عليه السلام):

«كل ما دخل عليك من الشك في صلاتك فاعملعلى الأكثر. إلخ» فإنه قد قال بعدها: هذه هيالضابطة الكلية المشتملة على أكثر أخبارهذا الباب و هي فذلكتها و في مقابلتهاضابطة أخرى هي البناء على الأقل و إتمامالصلاة جملة واحدة. انتهى.

و لا بد في دفع هذه الأوهام التي وقع فيهاهؤلاء الأعلام من نقل جملة من الرواياتالواردة في المقام و بيان ما اشتملت عليهمن المراتب في الإيضاح و الإفهام عن ذلكالمعنى الذي اضطربت فيه هذه الافهام. لكنينبغي أن يعلم أولا انه لما ثبت بما حققناهآنفا ان هذه الاخبار الصريحة في البناءعلى الأقل مطلقا إنما خرجت مخرج التقية والعمل إنما هو على الاخبار الدالة علىالبناء على الأكثر مطلقا كان أو في خصوصهذه الصور فالواجب حمل ما دل من هذهالأخبار الواردة في هذه الصور المذكورةعلى التقية أيضا لو كان صريحا في البناءعلى الأقل و الإعراض عن العمل به فكيف و هوقابل للحمل على تلك الروايات المفصلة بلبعضه ظاهر في ذلك. و هذه الجملة كافية فيدفع شبهة هذا الخصم و لكنا مع ذلك نستظهربنقل الروايات التي أشرنا إليها:

فمن ذلك- الصحيحة التي ذكر المحدث المذكورهذا الكلام على أثرها فإنه (عليه السلام)قد أجمل في صدرها و عجزها إلا ان صدرهاأظهر في الدلالة على ما ندعيه لأن ذكرفاتحة الكتاب قرينة على إرادة الاحتياطكما هو مصرح به في غيرها و ان كانت القراءةفي الأخيرتين جائزة من حيث التخيير بناءعلى المشهور لكنه لم يجر في هذه الأخبار ولا عبر به في شي‏ء منها بل ذكر القراءة فيروايات الاحتياط كلها إنما هو من حيثالفصل، و كأنهم (ع) قصدوا إلى أنها صلاةمنفردة لا بد فيها