حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 12 -صفحه : 489/ 427
نمايش فراداده

و الصانع من صناعته، فعلى كل من غنم من هذهالوجوه مالا فعليه الخمس فإن أخرجه فقدأدى حق اللَّه عليه و تعرض للمزيد و حل لهالباقي من ماله و طاب و كان اللَّه أقدرعلى إنجاز ما وعده العباد من المزيد والتطهير من البخل على أن يغني نفسه من مافي يديه من الحرام الذي بخل فيه بل قد خسرالدنيا و الآخرة و ذلك هو الخسران المبين،فاتقوا اللَّه و أخرجوا حق اللَّه من ما فيأيديكم يبارك اللَّه لكم في باقيه و يزكوفإن اللَّه عز و جل الغني و نحن الفقراء وقد قال اللَّه «لَنْ يَنالَ اللَّهَلُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِنْيَنالُهُ التَّقْوى‏ مِنْكُمْ» فلاتدعوا التقرب إلى اللَّه عز و جل بالقليل والكثير على حسب الإمكان و بادروا بذلكالحوادث و احذروا عواقب التسويف فيهافإنما هلك من هلك من الأمم السالفة بذلك وباللَّه الاعتصام. انتهى كلامه عليهالسلام.

و ما رواه الشيخ عن محمد بن زيد الطبريقال: «كتب رجل من تجار فارس من بعض مواليأبي الحسن الرضا عليه السلام يسأله الإذنفي الخمس فكتب عليه السلام بسم اللَّهالرحمن الرحيم إن اللَّه واسع كريم ضمنعلى العمل الثواب و على الخلاف العقاب لايحل مال إلا من وجه أحله اللَّه، إن الخمسعوننا على ديننا و على عيالاتنا و علىموالينا و ما نبذل و نشتري من أعراضنا ممننخاف سطوته، فلا تزووه عنا و لا تحرمواأنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجهمفتاح رزقكم و تمحيص ذنوبكم و ما تمهدونلأنفسكم ليوم فاقتكم. الحديث».

و ما رواه الشيخ و الكليني بالسند المتقدمقال: «قدم قوم من خراسان على أبي الحسنالرضا عليه السلام فسألوه أن يجعلهم في حلمن الخمس فقال ما أمحل هذا تمحضونا المودةبألسنتكم و تزوون عنا حقا جعله اللَّه لناو جعلنا له و هو الخمس‏