و بعضهم جمع بين الخبرين بحمل النزول فيليلة القدر يعني إلى الأرض و الخبر الآخرعلى نزوله الى السماء. و يدفعه صدر الخبرالمذكور من ان نزوله إلى الأرض كان نجومافي عشرين سنة. و الأقرب في الجمع بينهماحمل النزول في أول ليلة من شهر رمضان علىأول النزول و ان كان الأكثر إنما نزل فيليلة القدر. و اما ما نقلناه عن المحدثالكاشاني فاستند فيه الى حديث إلياسالمذكور في كتاب الحجة و في الدلالة نظر.
- ما تضمنه الخبر الأول - من قوله عليهالسلام: فهو المحتوم و لله فيه المشيئة- لايخلو من اشكال و لعله سقط من البين شيء،لأن المحتوم لا تدخله المشيئة كما دلتعليه الأخبار و منها قوله عليه السلام فيخبر محمد بن مسلم المتقدم «و أمر عندهموقوف له فيه المشيئة» و أظهر منه ما تقدمفي آخر رواية إسحاق بن عمار.
و يؤيده ما ورد في الاخبار من ان العلمالمخزون عنده هو الذي يكون فيه البداء و لهفيه المشيئة بالتقديم و التأخير و الزيادةو النقصان و نحو ذلك و ما اطلع عليهملائكته و رسله فإنه محتوم لا يداخلهالبداء، و لا ريب ان ما تكتبه الملائكة فيهذه الليلة و تنزل به الى النبي صلّى اللهعليه وآله و الامام القائم بعده من أحوالتلك السنة و ما يتجدد فيها إنما هو منالثاني فكيف تكون فيه المشيئة كما دل عليهالخبر المذكور.
و من الأخبار المشار إليها ما رواه فيالكافي عن الفضيل بن يسار في الصحيح قال:«سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول العلمعلمان: فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليهأحدا من خلقه و علم علمه ملائكته و رسله،فما علمه ملائكته و رسله فإنه سيكون لايكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله، و علمعنده مخزون يقدم منه