السابعة [ما تضمنه الحديث من أنه في ليلةتسع عشرة يلتقي الجمعان]
- ما تضمنه حديث إسحاق بن عمار المتقدم منقوله: «قال في ليلة تسع عشرة يلتقيالجمعان. الى آخره» لعل المعنى فيه- و اللهتعالى و أولياؤه اعلم بباطنه و خافية- انفي ليلة تسع عشرة يجمع بين طرفي كل حكمبالإيقاع و اللاايقاع و في ليلة احدى وعشرين يفرق بينهما بالمشيئة لأحدهما دونالآخر لكن لا على جهة الحتم بل على وجهيدخله البداء و في ليلة ثلاث و عشرين يمضىذلك حتما على وجه لا يدخله البداء. و في معنى هذا الخبر و ان كان بألفاظ أخرما رواه في الكافي في الموثق عن زرارة قال:«قال أبو عبد الله عليه السلام التقدير فيليلة تسع عشرة و الإبرام في ليلة احدى وعشرين و الإمضاء في ليلة ثلاث و عشرين». و ما رواه فيه عن ربيع المسلي و زياد بنابى الحلال ذكراه عن رجل عن ابى عبد اللهعليه السلام- و رواه في الفقيه عن ابى عبدالله عليه السلام - قال: «في ليلة تسع عشرةمن شهر رمضان التقدير و في ليلة احدى وعشرين القضاء و في ليلة ثلاث و عشرين إبرامما يكون في السنة إلى مثلها، و لله تبارك وتعالى أن يفعل ما يشاء في خلقه». فالتقدير المذكور في هذين الخبرين عبارةعن استحضاره بكميته و كيفيته مع عدمالترجيح بين ما في الوجود و العدم و هيالمرتبة الأولى المشار إليها في الخبرالمتقدم بالتقاء الجمعين، و المرتبةالثانية التي تقع في ليلة احدى و عشرينترجيح أحد الطرفين و هي المعبر عنها في أولهذين الخبرين بالإبرام و في ثانيهمابالقضاء، و إطلاق الإبرام هنا وقع تجوزاباعتبار الترجيح، و المرتبة الثالثة فيليلة ثلاث و عشرين و هي الإمضاء و الإبرامالحقيقي الذي لا يدخله البداء.