ورد بأن سائر العبادات إذا واظب عليهاالمكلف أورثت ذلك خصوصا الجهاد، قال اللهتعالى «وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا» و قال اللهتعالى «اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوابِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْرَحْمَتِهِ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراًتَمْشُونَ بِهِ».
الثالث- ان الصوم أمر خفي لا يمكن الاطلاععليه فلذلك شرف بخلاف الصلاة و الحج والجهاد و غيرها من الأعمال. و عورض بانالايمان و الإخلاص و أفعال القلوب خفية معان الحديث متناول لها، و يمكن دفعه بتخصيصالأعمال بأفعال الجوارح لأنه المتبادر مناللفظ.
و قال بعض المحققين هب ان كل واحد من هذهالأجوبة مدخول بما ذكر فلم لا يكونمجموعها هو الفارق فان هذه الأمور لاتجتمع في غير الصوم. و هو جيد.
الخامسة- في علة فرض الصوم
روى الصدوق في الصحيح عن هشام بن الحكم«انه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن علةالصيام فقال إنما فرض الله الصيام ليستويبه الغنى و الفقير و ذلك ان الغنى لم يكنليجد مس الجوع فيرحم الفقير لأن الغنيكلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله أنيسوى بين خلقه و أن يذيق الغنى مس الجوع والألم ليرق على الضعيف و يرحم الجائع» ورواه في كتاب العلل عن هشام ابن الحكم وزاد «ثم سألت أبا الحسن عليه السلامفأجابني بمثل جواب أبيه».
و بإسناده عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكرعن زرارة عن الصادق عليه السلام قال: «لكلشيء زكاة و زكاة الأجسام الصيام».
و بإسناده عن محمد بن سنان عن ابى الحسنالرضا عليه السلام في ما كتب اليه من جوابمسائله «علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا مأجورا محتسباصابرا، و يكون ذلك دليلا له على شدائدالآخرة مع ما فيه من الانكسار له عنالشهوات واعظاً له في العاجل دليلا علىالآجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل