الأقل يجيبان في وقت واحد.
نرى آل عمران ولدوا من امرأتين. في حالمحراب، الله تعالى لم يعط المسيح لمريم فيالحوزة أو الجامعة. أعطاها في المحراب،الملائكة لم يتكلموا مع مريم في الجامعةوالحوزة، بل تكلموا معها في المحراب.الملائكة لم يتكلموا مع زكريا في المراكزالعلمية، تكلموا معه في المحراب، حيث قال:
(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي فيالمحراب) (1).
هذا المحراب هو حالة حرب. الصلاة هي محلحرب بين العقل والجهل. أحياناً يريدالإنسان النجاة من شر العلم. هذه الحربتظهر في الصلاة، وفي الصلاة ينجح الإنسانفي التخلص من العلم، يتخلص من شر الفهم.هذا الفهم يكون أحياناً علة للشر الذييقول: (أنا أعلم منه)، أما حين يتخلصالإنسان من شر الفهم، فانه يجعل هذا الفهممقدمة ويقول هكذا: إلهي فهمت أنك خلقتني منتراب حتى تجعلني متواضعاً لا أن تصبالتراب على رأسي، الفهم أساساً هو من أجلأن يمشي الإنسان، لا من أجل أن يوجد داعيةفي الإنسان. إذ أخذ الذكر بزمام الفكر،فهذا العلم هو:
«نور يقدمه الله في قلب من يشاء» (2).
إذا لم يستطع الذكر أن يأخذ زمام الفكر ـمعاذ الله ـ فهذا هو التفاخر في العلموالتكاثر في المعلومات الذي يؤدي لأن يقولشخص إنني أفهم أفضل منه، تأليفي أفضل،تلاميذي أكثر، درسي له راغبون أكثر، أشرطةكاسيتي تؤخذ أكثر، وهذه في الحقيقة أفاعٍوعقارب تنفذ إلى النفس.
(1) سورة آله عمران، الآية: 39. (2) حديث نبويّ.