البدن. والأعمال الشاقة تسلم إلى الأشخاصالذين يتمتعون بهم أكبر من صلابة البدن،أما الأعمال في المجتمع فتسلم إلى الأشخاصالذين لديهم حصة أفضل من ظرافة البدن.
اتضح في البحوث السابقة ان الإنسانيستطيع الرقي من عدة طرق، أحدها طريقالفكر والآخر طريق الذكر، والنساء إذا لمتكن انجح من الرجال في طريق الذكروالمناجاة وهو طريق القلب والعاطفةوالرغبة والمحبة. فبالتأكيد هن بمستوىالرجال، وذلك الطريق هو طريق أساسي. أماطريق الفكر فهو طريق فرعي، لأنه ثبت حتىالآن أن طريق الفكر ليس طريقاً واسعاًكثير من أفراد المجتمع وان كانوا من سكانالمدن ولكنهم لم يوفقوا للتعلم والدرسوالبحث، أما طريق الموعظة وطريق القلبوالمناجاة فهو مفتوح للجميع. طريق المدرسةليس مفتوحاً للجميع، (علم الدراسة) ليسممكناً للجميع، ولكن (علم الوراثة) ممكنللجميع (وعلم الفراسة) ممكن للجميع.
علم الدارسة هو ان يشترك الإنسان فيالمجامع العلمية، يدرس ويصبح فاضلاًوعالماً، يتعلم اصطلاحات وبعد مدة يدخل فيمرحلة الشيخوخة وينسى بالتدريج كل ما قرأهفي المدرسة. في مرحلة الفتوة يتعلم شيئاًفشيئاً، وفي مرحلة الشباب يحفظ هذهالمعلومات في عدة أيام وبعد أن يدخل مرحلةالشيخوخة ينسى بالتدريج. هذه المراحلالثلاث هي المقاطع الثلاثة التي نظمتللجميع في القرآن الكريم. قال تعالى:
(الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعفقوة) (1).
(1) سورة الروم، الآية: 54.