حسان بن ثابت، فالتفتت إلى حسان بن ثابتوقالت: (ما أجود بيت في قصيدتك هذه التيعرضتها آنفاً)؟ قال:
فأشكلت الخنساء ثمانية اشكالات أدبية علىهذا البيت (1) الأول: أنك قلت: (الجفنات)والجفنات دون الجفان وأقل منها، وكان الحقلو قلت الجفان. الثاني: انك قلت: (الغرّ) وهوجمع أغر وهو بياض الجبين، ولو قلت (البيض)لكان مطلق البياض ولكان معناه أوسع.الإشكال الثالث: قلت (يلمعن) ولو استعملت(يشرقن) محل يلمعن لكان أفضل لأ الإشراقأقوى من اللمعان. الرابع: قلت بالضحى ولوقلت بالدّجى لكان أكثر اطراقاً). الخامس:قلت: أسياف والأسياف ما دون العشرة ولو قلت(سيوفنا) لكان أكثر وأفضل. السادس: قلت:يقطرن ولو قلت يسلن لكان أكثر. السابع: قلت:دما والدماء أكثر من الدم. بعد هذهالإشكالات. سكت حسان ولم يجب، كان هذه قوةأدبية لدى هذه المرأة الأدبية التي كانتمن أحفاد امرىء القيس.
عندما ظهر الإسلام، ولم يؤمن به كثير منالرجال والنساء. من أثر طبع الجاهلية،أسلمت هذه المرأة بسبب النبوغ الفكري الذيكان لديها (فقدمت الخنساء على رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم فأسلمتواستنشدها فأنشدته فأعجب بشعرها).
لقد قامت بتربية أبناء في المجتمعالإسلامي، وكانت تجهزهم وتشجعهم وترسلهمإلى الجبهة، وفي إحدى الحروب في صدرالإسلام
(1) أشار المصدر إلى وجود ثمانية إشكالات،لكنه ذكر سبعة فقط.