التي وقعت بعد رحلة رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم أوصتهم بهذه الوصية:
(يا بني إنّكم أسلمتم طاثعين وهاجرتممختارين، والله الذي لا إله إلا هو انكملبنو رجل واحد كما انكم بنو امرأة واحدة ماهجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. واعلموا انالدار الآخرة خير من الدار الفانية(اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللهلعلكم تفلحون) (1).
ورغم ان هناك رواية وردت عن الإمام الباقرعليه السلام في آخر هذه الآية انه قال بانالمقصود من هذه الآية هو اصبروا وليكنعندكم رابطة مع إمامكم ـ أو ولي عصركم (2) ـولكن مقصودها هو بيان مصداق ـ وهو حق ـ فيهذه الآية الصبر هو غير المصابرةوالمرابطة، الإنسان يصبر في الحوادثالفريدة أما في الحوادث الجماعية كالحربوأمثالها فلها مصابرة ولها مرابطة فيالارتباط مع القيادة. مضمون هذه الآيةأوصته الخنساء لابنائها وارسلتهم إلىالجبهة وقالت: (فإذا رأيتم الحرب قد شمرتعن ساقها، وجللت ناراً على أوراقها،فتيمموا وطيسها، وجالدوا رسيسها).
إن جملة (الآن حمي الوطيس) (3) هي من الكلماتالتي ذكرها المرحوم ابن بابويه القمي ـرضوان الله عليه ـ في نهاية كتاب (من لايحضره الفقيه) تحت عنوان كلمات موجزة عنرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بعضهذه الكلمات الموجزة يقال انها لم يكن لهاسابقة بين الأدباء.
خصائص كلمات وأحاديث النبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم:
ان الكلمات التي صدرت عن رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم ليست خطابية بل كلها(1) سورة آل عمران، الآية: 200.
(2) تفسير الميزان، ج 4، ص 133.
(3) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 377.