ساجدين) (1).
هذا دليل على أن الروح كانت موجودة سابقاًوبعد أن وصل البدن إلى نصابه الخاص تعلقتتلك الروح بهذا البدن ـ طبعاً هناك كلامكثير في تعلق موجود مجرد مادي، وحدوث نوعحقيقي، وحسب تعبير المرحوم صدر المتألهينإن هذه المسألة هي من أصعب المسائلالفلسفية في كيف ينسجم موجود مجرد وموجودمادي وينتج نوع حقيقي ـ فقسم من الآياتالقرآنية تدل على أن الروح كانت موجودةسابقاً ثم تعلقت بالبدن وحصلت على إضافةوإفاضة إشراقية، والروايات التي وردت فيهذا المجال من أنه:
(خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام)(2).
تؤيد هذا القسم من الآيات.
الروح جسمانية الحدوث:
وهناك طائفة أخرى من الآيات تبين أن الروحتظهر من نشأة الطبيعة والبدن وتنهض أي أنهذا الموجود المادي الذي عبر مراحلوأطواراً يصل إلى مرحلة الروح، وهذهالطائفة من الآيات تؤيد كون الروح جمسانيةالحدوث وروحانية البقاء. في سورة المؤمنونيقول تعالى:(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثمجعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقناالنطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقناالمضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم *أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسنالخالقين) (3).
أي ان الله تعالى بدل ذلك الموجود إلى شيءآخر، فقوله (ثم أنشأناه
(1) سورة ص، الآيتين: 71 ـ 72.
(2) بحار الأنوار، ج 61، ص 132.
(3) سورة المؤمنون، الآيات: 12 ـ 14.