ثم قال:
(وأنبتها نباتاً حسناً) (1).
هناك أفراد كثيرون يتقبل الله سعيهم فقطولي أنفسهم، ولذا فان الله تعالى لا يقولفي شأن جميع الافراد بأنه تقبلهم وأعاذهمبل يقول:
(إنما يتقبل الله من المتقين) (2).
ان قبول العمل هو غير قبول ذات العامل.فأعمال كثير من الناس مقبولة. ولكن هل انجواهر ذواتهم مقبولة أيضاً أم لا؟ ان اللهتعالى قال بشأن مريم: (فنقبلها) ولم يقل(تقل عملها) بناء على هذا فان أم مريمأعادتها بالله، فاعطى الله العوذ، كانتتلك الاستعاذة بالله في جوار المحراب حيثتستجاب وتقول ابنتها: (إني أعوذ بالرحمنمنك ان كنت تقياً). حين تراجع الكتبالأدبية يلاحظ ان الذين كانت لديهم معرفةبالمعارف القرآنية يفسرون كلام أم مريمكما قالته، ولكن الذين لم يصلوا إلى تلكالمعارف الرفيعة، يفسرون كلام أم مريم هذابتلك التقاليد الجاهلية.
التشبية في بيان أم مريم عليها السلام:
يبين القرآن الكريم قضيّة ولادة مريمعليهم السلام بهذا الشكل:(فلما وضعتها قالت ربّ انّي وضعتها أنثىوالله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثىوأنّي سميتها مريم وإنّي أعيذها بكوذريتها من الشيطان الرجيم) (3).
(1) سورة آل عمران، الآية: 37.
(2) سورة المائدة، الآية: 27.
(3) سورة آل عمران، الآية: 36.