تلك العلوم خلقها الله مع الإنسانوأعطاها له بعنوان رأس مال أول، وأماالعلوم الحصولية فقد قال للإنسان أنيتعلمها عن طريق الكسب والعمل، والسمعوالبصر، والفؤاد، أما العلم الذي لا يوجدفي مدرسة البشر فقد اعطاه للإنسان بعنوانرأسمال. في هذه الآية لم يرد كلام عنالمذكر والمؤنث أيضاً، بل كلام عن (ونفسوما سواها)، لأن كل روح تخلق على الفطرةالتوحيدية، وهي ملهمة بالفجور والتقوى،وقد التزمت في ساحة أخذ الميثاق، لذا فيسورة الحشر، كل روح مكلفة بالمراقبةوالمحاسبة، وليس هناك كلام عن المرأةوالرجل.
(ولتنظر نفس ما قدمت لغد) (1).
في هذه الآية ليس الكلام في أن يكون الرجلمراقباً، أو يكون أهل محاسبة، بل كل نفسيجب ان تكون رقبية، أو حسيبة لنفسها،وطريق التهذيب (وهو طريق المراقبة وطريقالمحاسبة) يتعلق بالنفس الإنسانية. لابالمذكر ولا بالمؤنث.
الإنسان حامل الأمانة:
الأمثلة العلمية التي ذكرت تشير إلى أنالإنسان يستطيع ان يقوم بالعمل الذي تعجزعنه الجبال والأرض والسماوات. والآيةالأخيرة في سورة الأحزاب تفهم هذا المعنى.(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرضوالجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها) (2).
وأما قوله: (وحملها الإنسان) الإنسان، لايختص بالمذكر
(1) سورة الحشر، الآية: 18.
(2) سورة الاحزاب، الآية: 72.