أقسام الإباء والامتناع:
الإباء على نوعين: 1 ـ إباء اشفاقي، وهذاالنوع من الإباء ليس مذموماً، فالشخصالعاجز عن تحمل تكليف يأبى، ولكن إباءه،هو إباء إشفاقي وليس له مذمة، كما في قولهتعالى:(إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرضوالجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها) (1).
هنا ليس في الأمر ذم، لأنهما لم تكوناقادرتين فأبين.
2 ـ إباء استبكاري: يكون الإباءاستكبارياً عندما توجد قدرة على الفعل،ولكن في نفس الوقت يتمرد، لذا تعبيرالقرآن عن إباء الشيطان ممزوج بالاستكبار(أبى واستكبر وكان من الكافرين).
من هنا يتضح أن محور نقد الشيطان ومحورسؤال الملائكة هو في رؤيتهم البدن، وإلالا الملائكة أدركت روح الإنسان، ولاالشيطان كان عالماً بروحه. الملائكة رأتالجنبة، المادية والبدن، لذا سألوا:
(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).
كما ان الشيطان رأى البدن وقال:
(خلقتني من نار وخلقته من طين).
آدم، معلم، الاسماء:
وقد رفع الله، في مقام الجواب، الحاجب،بحيث أطلع الملائكة وعلمهم، وعلم الشيطانأيضاً مع هذا الفرق وهو أن تعليم الشيطانرفقه
(1) سورة الأحزاب، الآية: 72.