الاستدلال عن طريق برهان الحركة، أيلأنها متحركة، تتطلب محركاً، وبعض طبقواذلك على برهان النظم، أي أن السير المنتظمللشمس والقمر والكواكب وأمثالها هو دليلعلى وجود الناظم.
هذه البراهين كل منها بمقدارها مقبولةوتحظى بالاهتمام في محلها، ولكن ظاهرالآية لا ينسجم مع أي منها، ليس مراد الآيةأن إبراهيم عليه السلام عرف الله بالطرقالمذكورة، بل إبراهيم الخليل يقول (إني لاأحب الآفلين) أي أن الله هو الذي يكونمحبوباً، والشيء الآفل ليس محبوباً،فالشيء المحكوم بالأفول ليس رباً. انالشمس والقمر ليسا رباً لأنهما ليسامحبوبين، وليس من ناحية أنهما ممكناالوجود. هنا جعل المحبة الحد الوسطللبرهان، والمحبة ليست عمل العقل، بل هيعمل القلب، وإبراهيم عليه السلام أصبحخليل الرحمن من ناحية انه عرف الله عن طريقالمحبة، وليس عن طريق الفكرة، فهو عرفالله بالذكر والرغبة وليس بالفكر.
في الكتب العقلية لا يطرح مثل هذا الكلامأبداً بأن يقول إنسان: إني لا أحب الآفل،ويقول آخر إني أحبه. القرآن الذي هو كتابنور ربط طريق القلب مع طريق العقل وعمل علىانسجامهما، لذا نرى انه في معرفة اللهالتي هي أبرز معرفة دينية، مزج وعلم طريقالقلب وطريق الفكر معاً.
سيرة لقمان الحكيم في التعليم والتربية:
قال تعالى بشأن لقمان:(ولقد آتينا لقمان الحكمة) (1).
وقال تعالى:
(1) سورة لقمان، الآية: 12.