علي عليه السلام. ذات يوم كان معاويةجالساً مع عمرو بن العاص ومروان فدخلت هذهالمرأة وكانت كبيرة العمر فسألها معاويةكيف حالكم؟ قالت نحن نعيش في مراحل نواجهفيها حكومة كفرت
بالنعمة وأساءت إليناولكن:
(كلمتنا هي العليا، ونبينا صلّى الله عليهوآله وسلّم هو المنصور، فوليتم علينا منبعده وتحتجون بقرابتكم من رسول الله ونحنأقرب إليه منكم، وكنا فيكم بمنزلة بنيإسرائيل في آل فرعون وعلي بن أبي طالب عليهالسلام كان من نبينا بمنزلة هارون من موسىوغايتنا الجنة وغايتكم النار).قالت هذا الكلام في بلاط معاوية بفصاحةبلاغة، وقد قيل بشأن هذه المراة انها:
(إذا خطبت أعجزت وإذا تكلمت أوجزت) (1). فيبداية الخطبة قالت: كلمتنا هي العليا، لأن:
(وكلمة الله هي العليا) (2).
أي أن منطقنا هو منطلق الله وهو عالٍدائماً ومنتصر ومظفر (ونبينا هو المنصور)،لأن الله تعالى تكلم عن اعتلاء كلمته فيالقرآن وتكلم أيضاً عن غلبة رسول الله:
(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) (3).
ثم قالت: (فوليتم علينا بغير حق). وقد عبأتهذه المرأة الخطيبة في هذه الخطبة عدة جملقرآنية وأحاديث (كلمتنا هي العليا) مقتبسةمن
(1) الدر المنثور في طبقات ريات الخدور، ص25.
(2) سورة التوبة، الآية: 40.
(3) سورة المجادلة، الآية: 21.