فاستنبط ابن أبي الحديد من هذه الجملةتفكيراً أعتزالياً لأن المعتزلة يقولون:ان الإيمان ليس الاعتقاد فقط بل العملأيضاً سهيم في متن الايمان، لذا قال: إذاأقرّ الشخص بالله والنبي، ولم يعمل فهوليس مؤمناً، لأن الإمام قال: إن المرأةمحرومة من الايمان لأنها محرومة من الصلاةوالصوم في حال ترك الصوم والصلاة في أيامالعادة، فيتضح ان العمل جزء من الايمان،ولم ينتبه إلى أن هذا الدليل هو عكس تصورالمعتزلة، المعتزلي يقول: إن الشخص إذا لميعمل فليس مؤمناً، والإمام يقول بأنهنمؤمنات في الوقت الذي ليس لديهن عمل، ولكنإيمانهن قليل، وهذه القلة قابلة للجبرانكما ذكرنا.
شهادة المرأة والنسيان:
تعليل الإمام عليه السلام في مسألة نقصانالعقل هو ان شهادة امرأتين هي في حكم شهادةرجل واحد، جاء في القرآن: (فإن لم يكونارجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون منالشهداء) (1).ولكن هذا لا يعود إلى مسألة التفكيروالعقل، فالقرآن يذكر نكتة ذلك ويقول:
(أن تضل أحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) (2).
امرأتان من أجل ان يكون لكليهما حضور فيالحادثة وهذا يعود إلى ضعف الذاكرة وليسإلى ضعف العقل، لأن المرأة مشغولة بأعمالالبيت وتربية الطفل، ومشكلات الأمومة،لذا من الممكن ان تنسى تلك الحادثة التيرأتها. بناء على هذا تحضر امرأتان في هذهالقضية حتى تذكر أحداهما
(1) سورة البقرة، الآية: 282.
(2) المصدر السابق.