الفيض الإلهي والمراتب الإنسانية:
السؤال الآخر هو هل ان تعليم الاسماء خاصبالناس الأسوة والنموذجيين، أم يتعلق بأيإنسان؟ ولأن (أسماء) جمع محلى بألف ولاميتضمن جميع الحقائق والمعارف، إذا استطاعشخص الوقوف صحيحاً على الميثاق الذي عقده،ويكون ملتزماً على أساس الإلهام الذيتلقاه، ويكون ثابتاً على اساس الفطرة التيفطر عليها، و يكون معصوماً تماماً على أثرالمارقبة والمحاسبة، مثل هذا الشخص يصلإلى جميع الاسماء، وإذا لم يحصل على أي منالأمور المذكورة في أية مرحلة يكون مصداقالآية الكريمة التي تقول:(فهي كالحجارة أو أشد قسوة) (1).
مثل هذا الشخص لا يحقق أية استفادة، وإذاكان في حد حياة حيوانية، يحصل على فائدةحيوانية، عند ذلك يكون بين هؤلاء الذينيحملون فائدة حيوانية وبين أولئك الذين همفي أوج الإنسانية مراتب وكل منهم يتعلمبدوره إسماً من الأسماء الحسنى، حتى تصلإلى العترة الطاهرة عليهم السلام الذينيعلمون الاسماء، وهم مظهر تام للأسماءالحسنى من باب (إتحاد العالم والمعلوم)،لذا روي عن الإمام الصادق عليه السلام فيذيل الآية الكريمة:
(ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها) (2).
قوله:
(1) سورة البقرة، الآية: 74.
(2) سورة الأعراف، الآية: 180.