والتوبيخ ليس ملازماً لتلك المنطقة إلىالأبد، بل هو مرحلي. ودليله هو أن الرأيالسابق يمكن ان يتراجع بتحول فكري ومسألةعقائدية. كما حصل ذلك وإذا كان هناك ذمللمرأة في نهج البلاغة، فيظهر ان بعض ذلكالذم يعود إلى قضية حرب الجمل، كما ذمتالبصرة والكوفة وغيرهما مع أن البصرة خرجترجال علم كثيرين، وقدمت الكوفة رجالاًثواراص كثيرين للإسلام، وكثير من الذينقاموا بالمطالبة بدم سيد الشهداء عليهالسلام كانوا في الكوفة. والكوفة الآن هيمكان يصلّى فيها بانتظار ظهور الإمام،فيها مسجد تقع فيه مقامات كثير منالصالحين والصديقين، ولا يمكن القول: إنالبصرة والكوفة سيئتان إلى الأبدوتستحقان الذم لأنهما ذمتا سابقاً. إنقضايا تاريخية في مرحلة حساسة تؤدي إلىالذم أو المدح ثم مع مرور تلك المرحلةينتفي المدح أو الذم أيضاً.
رؤية الوحي:
وشأن المرأة هكذا أيضاً، فتأكيد القرآنالكريم بشأن نساء النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم دليل على رؤية مسبقة للوحيلحادثة تاريخية مرة. ان القرآن يقولباصرار لنساء النبي:(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهليةالأولى) (1).
وأمثال ذلك دليل على ان الله تعالى كانلديه رؤية مسبقة لحادثة، الله تعالى عالمالغيب والشهادة مطلع على المستقبل، وكانيحذرهن من النتائج المرة لذلك الخروج الذيفي غير محله.
لذا قال تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجنتبرج الجاهلية الأولى)، وبعد ذلك وقعتقضية الجمل وحاربوا ولي الله الإمام عليبن أبي
(1) سورة الأحزاب، الآية: 33.