في رسائل صاحب الفتوحات ذكر ان ذلك العارفالكبير كتب للإمام الرازي: يجب أن تتعلماولاً العلم ثلاثين سنة، بحيث لا تبكي. بعدثلاثين سنة، لعل العقيدة التي لديك اليومقد تبكي بسببها بعد ثلاثين سنة، أسلكالطريق الذي يقل فيه خطؤك، والأخرى هي أنتذهب وراء علم لا يتركك ولا تتركه، أن كائنأبدي، هيّيء العلم الذي يكون له مشترٍ بعدالموت أيضاً.
العلوم الأداتية والعلوم الحقيقية:
إذا بحث الشخص بشأن الرؤية الكونيةالإلهية، وبحث بشأن الله واسمائه الحسنىوصفات جلاله وجماله وأفعاله، والمعاد،ومواقف القيامة، والجنة وجهنم، والصراطوالحساب، والميزان والشفاعة، وحوضالكوثر، وغيرها، وبحث في الوحي والرسالةوالنبوة والإمامة، فكل هذه البحوث تصبحبالنسبة له بعد موته طرية وواضحة ومشهودةوناضجة الواحدة تلو الأخرى، وتصبح أكثرازدهاراً لحظة فلحظة، ولكن إذا سعى شخص فيكيف يشق طريقاً، وينبي مسجداً ومدرسةوجامعة، وكيف يكو مهندساً للطرق والبناء،وكيف يكون طبيباً، فإن هذه العلوم ينساهاشيئاً فشيئاً بعد الموت، لأنه ليس هناككلام في الطرق والبناء والعلم الذي لايتكرر يرحل، هناك لا يسألون شخصاً ان يقدمخريطة بناء أو خريطة شارع وصحراء.هذا النوع من العلوم هي علوم لرفع حاجاتالدنيا وتحصيلها واجب وإذا استفادالإنسان من هذا الطريق وخدم في النظامالإسلامي. فخدمته هذه تصبح عملاً صالحاًوتبقى في القيامة إلى الأبد ولكن نفس هذاالعلم ينتهي فهو ليس علماً باقياً.