(يقول لمن أراد كونه، كن، فيكون، لا بصوتيقرع ولا بنداء يسمع وإنما كلامه سبحانهفعل منه أنشأه ومثله) (1) كلام الله فعل، لذاجميع العالم الذي هو عمل الله، هو كلماتإلهية، عندما يريد الله تعالى أن يأمرالسحاب بالمطر يمطرها، لا ان يقول: أمطري،كلمة (كن فيكون)، هي عبارة عن (الايجادوالوجود).
على أساس هذا الكلام، فان الروح رغم انهاحسب ظاهر الآيات من القسم الثاني، وأن لهاسابقة مادية، ولكن في الدهليز الانتقاليمن نشأة المادة إلى التجرد تبعد عنهاالعلامات المادية، وعندما لا تكون معهاعلامات مادية، عند ذلك لا مجال للكلام عنالذكورة والأنوثة، يمكن ان يكون البدنمذكراً أو مؤنثاً، من أجل الوصول إلىنصابه، ولكن عندما يصل في ظل الحركةالجوهرية إلى مقام الدخول إلى مرحلةالوجود الرفيعة ـ طبعاً بنحو التجلي وليسبنحو التجافي ـ عند ذلك ليس الكلام عنالذكورة والأنوثة، رغم ان إدراك انخفاضالروح إلى عالم الطبيعة والانسجام معالموجود الطبيعي من جهة وارتقاء هذهالمجموعة إلى مقام (النفس) ليس أمراًسهلاً.
الحركة الجوهرية وعلاقة الروح بالبدن:
إن مسألة الوجود وارتباط هذه الدرجاتوالحركة الجوهرية وان جوهر الذات يتحرك فيمسير هذه الوجودات. يمكن أن يبيّن إلى حدما مسألة جسمانية حدوث الروح وروحانيةبقائها، حيث ورد في قسم من روايات المعادأنه بنزول المطر يذهب البدن إلى الروح،وقد كان لدى بعض علماء الحكمة قاعدة خاصةفي طرح مسألة المعاد الجسماني استناداًلذلك(1) نهج البلاغة، الخطبة 186.