ولكن أحياناً يصل الإنسان إلى درجة يصبحباطنه مظهر هو الخالق.
بناء على هذا إذا كان لزكريا مقام رفيعبحيث يستطيع أن يربي أبنا مثل يحيى، وإذاهيّأ الله تعالى زكريا وزوجته لتربيةوظهور يحيى الشهيد، يجب عدم القول: أن مقاممريم هو أعلى من مقام زكريا؛ لأن زكريا طلبآية وان مريم صدقت بلا علامة.
لذا لا محل لإفراط السقر طبيين ولا محللتفريط الزمخشريين، بل الاعتقاد الوسطوالمعتدل هو أن هذه المرأة قطعت جميعالمقامات؛ كما أن نوع الإنسان ـ من النساءوالرجال ـ يستطيع الوصول إلى تلكالمقامات، لأن النبوة الأنبائية ممكنةلغير الأنبياء أيضاً، ولكن النبوةالتشريعية والرسالة وهي أمر تنفيذي خاصةبالرجال الأولياء.
ان مقام الطمأنينة واليقين هو نتيجةتهذيب النفس وتزكية القلب والنفس، وهوطريق جامع بين المرأة والرجل، إن نتيجةتهذيب النفس هي أن يأنس الإنسان بما وراءالطبيعة ويصبح من أهل الشهود وكما ينجحالرجال في هذا المسير في التكلم معالملائكة تنجح النساء أيضاً في التكلم معالملائكة وتلقي بشارتها، وهذه المسألةعرضت علاوة على القرآن، في صحف الأنبياءالسابقين ـ عليهم السلام بشكل كامل أيضاً،وهي مسالة كلامية، ولا يوجد في هذهالناحية أي اختلاف بين الشرائع الإلهيةولا أي تمايز بين الكتب الإلهية.
النساء الأسوة في القرآن (3):