أما ما تصوره الافراطيون مثل القرطبي ـ فيالجامع ـ وغيره ممن يحمل هذا الفكر فكانعلى أساس قياس منطقي، لكن لم يتكرر الحدالوسط في ذلك القياس أو لم تنظم الكبرى معكليتها، ولأن القياس لم يكن تتوفر فيهشروط الانتاج المنطقي، فقد أصيبوابالمغالطة من هذه الناحية.
وبيان المغالطة هو أن القرطبي قال فيتفسيره: إن الوحي نزل على مريم عليهاالسلام، ونزلت الملائكة وتكلمت معها، ولميكن هذا الحوار في حدود المشافهة فقط بلوصل إلى حد المشاهدة، وكل شخص ينزل عليهالوحي ويسمع كلام الملائكة ويصل من الكلامالشفهي إلى الشهودي هو نبي، فمريم عليهاالسلام نبيّ.
المقدمة الأولى لهذا القياس وهي صغرىصحيحة، أي أن مريم عليها السلام لم تتكلممع الملائكة بصورة شفهية فقط بل رأتالملائكة شهوداً وتمثلت لها. أما المقدمةالثانية أي كبرى القياس التي تقول: إن كلشخص رأى الملائكة وتلقى الوحي هو نبي،فانها لست كلية.