لأنه لا هو يصبح صالحاً ولا ينجح في اصلاحالآخرين، لأن إصلاح الآخرين ليس مجردالأمر بالمعروف اللفظي، بل ورد في هذاالحديث:
(كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم) (1).
أي كونوا أسوة، أي عندما تعيشون فيالمجتمع بوصفكم علماء صالحين، فأنتم أسوةللمتقين، بسيرتكم ادعوا الناس إلىالأقتداء بكم، وليس مراد الحديث الشريف أنادعوا الناس إلى أنفسكم واكسبوا قلوبهمإليكم حتى يحبوكم. يجب دعوة الناس إلىالله، وواضح أن الشخص الذي لا ينبض قلبه منأجل حب الناس لا ينجح أبداً في أن يكونأسوة للآخرين.
بناء على هذا إن القرآن الكريم لا يعتبرالواعظ غير المتعظ عاقلاً، فالعقل في رأيالقرآن الكريم هو مجموع العلم والعمل الذييعبر عنه (الإيمان والجامع)، والشخص إذاكان فاقداً لكليهما أو أحدهما فهو ليسعاقلاً في قاموس القرآن بل هو سفيه. كماجاء في القرآن:
(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه)(2).
فمعيار العقل هو ان يتخلص الإنسان منالوهم والخيال في المسائل النظرية ويتخلصمن سائر الشبهات والشهوات بالعزم العملي.
ميزة القصص القرآنية:
وبعد ان اتضح العقل في قاموس القرآن نذهبالآن إلى هذه المسألة وهي هل ان المرأةاعقل أم الرجل، أم متساويان، ويجب أن نحللالشواهد والقصص التاريخية من منظارالقرآن الكريم من أجل هذا الفرض. ولكن قبلدراسة قصص القرآن يجب أن نلتفت إلى ان هناكفاصلة غير قليلة بين(1) أصول الكافي، ج 2، ص 77.
(2) سورة البقرة، الآية: 130.