الجسم.
مقام الإنسانية، مسجود الملائكة:
من البحث السابق يستنتج ان مسجودالملائكة هي روح الإنسان وليس الجسم، حيثأن الملائكة خاضعة لروح الإنسان والشياطين أعداء لروح الإنسان.فالشيطان ليس شيئاً مع الرجال لأنه كانسيئاً مع آدم. وإنما هو مسيء للإنسانيةوعدو للناس (سواء كانوا رجالاً رجالاً أونساءً)، لذا نجد الله تعالى يخاطب المجتمعالبشري بأن عدوكم المبين هو الشيطان بناءعلى هذا، فان مسجود الملائكة هو مقامالإنسانية، ولأن معلم الملائكة هو مقامالإنسانية، فالعالم بالاسماء هو مقامالإنسانية، ومقام الإنسانية العالمبالاسماء، منزه عن الذكورة والأنوثة،فارفع مقام وهو مقام الخلافة، هو لإنسانيةالإنسان ولا بختص بالمرأة أو الرجل، وماورد في سورة الأعراف يؤيد هذه المسالةأحياناً، جاء في أوائل سورة الأعراف:
(و لقد خالقناكم ثم صورناكم ثم قلناللملائكة اسجدوا لآدم) (1).
أي انه ذكر خلاصة الناس وهو مقامالإنسانية بعنوان آدم وقال للملائكة انيكونوا خاضعين لمقام المعلم، ورغم انالبعض يظنون انه يمكن الاستفادة من هذهالآية وجود أناس كانوا قبل آدم، ولكن آياتسورة آل عمران وأمثالها توضح جيداً أنهؤلاء الناس هم نسل آدم عليه السلام وآدممن (تراب)، رغم انه طبقاً لبعض الروايات قدوجد بشر كثيرون جاؤوا قبل آدم، ولكنهمرحلوا والنسل الفعلي للبشر ينتهي إلى آدم،حيث قال تعالى:
(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه منتراب ثم قال له كن
(1) سورة الأعراف، الآية: 11.