الملائكة بعد المؤمنين، لأن هذه المجموعةمن المؤمنين هي معلّمة الملائكة، والمعلمله مقام أفضل، لذا يذكر المتعلم بعدالمعلم، قال تعالى: (والملائكة بعد ذلكظهير) (1). هنا أيضاً جهة جامعة بين الملائكةوالناس الصالحين، وتلك الجهة الجامعة بينالمؤمنين الصالحين (ومثالها الكامل همالعترة عليهم السلام) والملائكة، هي الروحالمجردة، لا الروح بالإضافة إلى الجسم ولاخصوص الجسم، وهذان نموذجان أحدهما فيمسألة (الكمال العلمي) والآخر (الكمالالعملي)، ان الملائكة والناس متساويان،والمقصود من الناس أيضاً، تلك الكمالاتالروحية والمجردات العقلية.
الملائكة منزهة عن الذكورة والأنوثة:
يطرح القرآن الكريم أحياناً كلاماً عنأنوثة الملائكة، ولكن هذا كلام بلغةالآخرين، في سورة النساء يقول:(ان يدعون من دونه إلا إناثاً وان يدعونإلا شيطاناً مريداً) (2).
هذا ليس بمعنى ان الملائكة مؤنثة، ان قولهتعالى: إنهم يعبدون إناثاً، أي انالوثنيين يتصورون الملائكة إناثاً،أولاً. وثانياً، انهم ـ يرون الملائكةواسطة في الفيض بشكل مستقل، ثالثاً، منأثر تصور الاستقلال قاموا بعبادةالملائكة، رابعاً، هذه هي دسيسة ووسوسةشيطان، لذا ذكر حصرين إلى جانب بعضهماالبعض وقال (ان يدعون من دونه إلا إناثاًوان يدعون إلا شيطاناً مريداً) ويدل هذانالحصران على انهما في طول بعضهما لا فيالعرض؛ لأنه لا يمكن القبول بحصرين في عرضبعضهما البعض قال: إن
(1) سورة التحريم، الآية: 4.
(2) سورة النساء، الآية: 117.