الكمالات في ضوء ذلك الاساس وهو، التقربإلى الله، الذي ذكر بعنوان التقوى.
الإنسان المتقي لديه وقاية، الإنسانالمتقي مسلح بدرع، التقوى التي تعطيالإنسان رؤية عرفانية، الإنسان المتقي لايذنب، والرؤية الكونية للإنسان المتقيتحفظ هذا الدرع كاملاً في المحل المناسبفي اتجاهه الخاص، فإذا رآى خيراً فيالعالم يوجه الدرع فوراً لنفسه لكي لايسند الخير إليه بل يرتبط بالله مباشرة،حتى يتضح أن هذا العمل، هو عمل الله، وإذاظهر شر وآفة وضرر في العالم هذا يوجه الدرعمباشرة نحو الله لئلا يسند هذا الشروالسوء والقبح والضرر والآفة إلى الله.
فرق الخير والشر في الانتساب إلى الله:
سورة النساء تبين أمر المتقين:
(أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فيبروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه منعند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه منعندك قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوملا يكادون يفقهون حديثاً *، ما أصابك منحسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسكوأرسلتك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً)(1).
أي: رغم ان الخيرات والشرور كلها من عندالله، وجذورها التكوينية من الله، ولكنفرق الخير والشر هو أن الخير (من عند الله)وكذلك (من الله)، أما المصيبة والشر فهي (منعند الله) ولكن ليست (من الله).
إذا كان الشخص متقياً يعطيه بيده وقايةودرع نظرة كونية جيدة مثل بستاني ماهريسعى ويجهد من أجل تنمية الورود وفي يدهحاجز حديدي كلما
(1) سورة النساء، الآيتين: 78 ـ 79.