الصديقين أيضاً، إن الرجال عندما يدعونفي جميع الصلوات بأن يهديهم الله صراطالأنبياء والصديقين، فان مرادهم ليسالصديقين بمعزلٍ عن مريم بل الصديقينالذين منهم مريم ايضاً.
إن سر أن مريم عليها السلام صديقة ليسبسبب أنها صدقت الأخبار العادية، وأنهاتصدق ما يصدقه الآخرون، بل أنها صدقت بشيءلم يصدقه الآخرون، وأيدت صحة شيء كانالآخرون يعدونه مستبعداً على أساس هذاالأستبعاد اتهموها، في حين أن مريم لمتطلب آية وعلامة لقبول هذا الأمر غيرالعادي.
شبهة تفوق مريم عليها السلام على زكرياعليه السلام:
إن المتطرفين الذين أفتوا بنبوة مريمأرادوا القول: أن مريم أرقى من زكريا، لأنزكريا عندما سأل الله سبحانه:(ربّ هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميعالدعاء).
أو ما جاء في سورة مريم من أن زكريا قال:
(ربّ إني وهن العظم مني واشتعل الرأسشيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقياً) (1).
فقد طلب من الله ذرية صالحة (ذرية أي ابن،سواء كان هذا الابن بلا فصل أو مع الفصل،سواء كان واحداً أو أكثر من واحد، وسواءكان مذكراً أو مؤنثاً، كل هذه يقال لهاذرية)، كما جاء في محل آخر من القرآن أنهقال:
(فهب لي من لدنك ولياً * يرثني ويرث من آليعقوب واجعله ربّ
(1) سورة مريم، الآية: 4.