للخوف حتى يخاف شخص من الله، لذا تعطيالآية درعاً بيد الإنسان وتقول: إذا رأيتجمالاً وجه هذا الدرع نحوك حتى لا يسندالجمال إليك. ويصل مباشرة إلى الله، وإذارأيت خوفاً أو سمعت كلاماً عن جهنم وجه هذاالدرع فوراً نحو الله ينسب الخوف إلىالله، الإنسان يخاف من عاقبة عمله وإلافالله هو جمال محض (كل جمالك جميل) (1).
الخوف العقلي والنفسي:
إذاً الكلام عن (وأما من خاف مقام ربه ونهىالنفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى) (2)،فالمقصود هو الخوف العقلي وليس الخوفالنفسي، الخوف العقلي هو أن الإنسان عندمايذهب إلى محل عظيم يخاف خوفاً عقلياًويشعر بالحقارة والصغر، أحياناً يسافرالإنسان لوحده في صحراء ويخاف من اللصوالسارق والحيوان المفترس هذا الخوف هوخوف نفسي ولن يدخل أحياناً إلى الحرمالمطهر لثامن الحجج (صلوات الله عليهمأجمعين) ويخاف، وهذا هو خوف عقلي، أي يشعربالصغار، الخوف العقلي هو عين المحبة. فيدعاء أبي حمزة الثمالي نقرأ:(اللهم أني أسألك أن تملأ قلبي حباً لكوخشية منك) (3).
وكما أن صفات الله تعالى عين بعضها البعضوعين ذاته، كذلك صفات العبد الكامل التيهي مظهره هي عين بعضها البعض وعين ذاته،ولكن مع هذا الفرق وهو أن الصفات في العبدالكامل، ممكنة، وعينيتها إمكانية، وفيالذات المقدسة الواجبة، صفاته واجبة،وعينيتها وجوبية أيضاً، لذا ورد في هذاالدعاء (اللهم إني أسألك أن تملأ قلبي حباًلك
(1) مفاتيح الجنان، دعاء السحر.
(2) سورة النازعات، الآيتين: 40 ـ 41.
(3) مفاتيح الجنان، دعاء أبي حمزة الثمالي.