طرد، وتعليم الملائكة امتزج بالتقرب، قالتعالى للملائكة:
(إني أعلم ما لا تعلموم) (1).
ثم بين الأمر للملائكة هكذا وقال:
(وعلّم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم علىالملائكة) (2).
قال للملائكة: إن خليفته ليس مصداق (منيفسد فيها ويسفك الدماء)، بل خلفيتهالعارف بحقائق العالم ومتعلم الاسماء،والذي يسفك الدماء، على أساس (اثّاقلتمإلى الأرض) (3)، ويقبل بمسألة سفك دماءالبدن أو يقبل بالفساد، فالإنسان من ناحيةان لديه روحاً عالمة طبق (وعلم آدمالاسماء) هو خليفته، حيث انه تعالى ذكر أنآدم ليس مسجوداً من ناحية أنه خلق من طين،وخرج من تراب، بل من ناحية أنه يمر منالأفلاك.
عدم شأنية الملائكة للتعلم:
عندما طرح الله مسألة تعليم الاسماء عرفالإنسان الكامل معلماً للملائكة، وجعلالملائكة تلاميذ الإنسان، وليس تلاميذالله، ولو كان للمائكة شأنية كسب العلم منالله بدون واسطة، لم يكن عند الله تعالىإمساك وبخل عن قبولهم. فيتضح ان الملائكةليس لهم شأن في أن يكونوا تلاميذ الله بلاواسطة بدليل انه:(وما منا إلا له مقام معلوم) (4).
كما ليس لهم لياقة لأن يصبحوا عالمينوبحقائق جميع الاسماء، بل هم
(1) سورة البقرة، الآية: 30.
(2) سورة البقرة، الآية: 31.
(3) سورة التوبة، الآية: 38.
(4) سورة الصافات، الآية: 164.