واقترعوا وخرجت القرعة باسم زكريا،بمشيئة الله.
(وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهميكفل مريم) (1).
ويقول الله تعالى بأنه نظم الخطة بنحويكون فيه هو المكفل ويكون زكريا متكفلاً،ومريم تحت الكفالة، وهذا في مرحلة البقاءحيث تربيتها ورشدها، وإلا ففي بدايةولادتها وتكونها وظهورها وهجرتها منالرحم إلى الحضن، كانت في ظل تربية تلكالامرأة.
تقييم مقام مريم عليها السلام بنظرالمفسرين:
يذكر القرآن الكريم نماذج كثيرة، وأحدتلك النماذج هو مؤشر تربية ورشد وحياةوعبادة وعفاف مريم عليها السلام. إن مايبينه القرآن الكريم بشأن مريم عليهاالسلام هو انه:(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندهارزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو منعند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)(2).
كما أن الملائكة، تكلمت مع مريم وسمعتكلام مريم أيضاً، بل أن مريم رأتالملائكة، بل إنها أيضاً جعلت على مرأىمنهم. وهذه تعابير رفيعة للقرآن بشأن مريمعليها السلام وأن ملائكة كثيرة تكلمت معهاوسمعت كلامها، وهذا القول الذي كان بصورةشفهية تبدل إلى شهود. وفي موضع آخر. وفيمقام تبيين مقام مريم الرفيع قال تعالى:
(وإذ قالت الملائكة يا مريم إن اللهاصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين *يا مريم اقنتي لربك واسجدي وأركعي معالراكعين) (3).
(1) سورة آل عمران، الآية: 144.
(2) سورة آل عمران، الآية: 37.
(3) سورة آل عمران، الآيتين: 42 ـ 43.