أي من هذه ليس دليلاً على التقرب إلىالله، أما الشخص الذي يصبح أتقى فهو أقربإلى الله. وهذه التقوى تعود إلى العقلالعملي.
اتضح في البحوث السابقة أن هناك شأنينأساسيين لهما ظهور في الإنسان حيث يفهمبشأن ويقوم بالعمل بشأن آخر. اليقين،الجزم، المظنة، الوهم، الخيال، وأمثالذلك هي من شؤون وشعب العقل النظري، أماالنية والعزم، والاخلاص، والإرادة،والمحبة، والتولي، والتبري، والتقوىوالعدل وأمثالها فهي جزء من العقل العملي،هذا هو معيار الفضيلة، لذا فالأعلم، ليسأفضل عند الله، ولكن الأتقى، هو أفضل عندالله، وإذا كان شخص أعقل في المسائلالعلمية فرغم أنه مكرم ومحترم أكثر فيالمسألة التنفيذية، والشؤون الدنيويةويجب تسليمه الأعمال، ويجب تقليدة حتىتدور عجلة الدنيا بانتظام ولكن لا يعنيذلك أن هذا الشخص يكون أقرب عند الله.
السفاهة في قاموس القرآن:
القرآن الكريم يعتبر بعض الأشخاص الذينيمكن ان يكونوا اقوياء في المسائل العلميةولكنهم ضعفاء في المسائل العملية،يعتبرهم سفهاء، فمثلاً إذا كان شخص قوياًفي المسائل الرياضية، أو في مسائل العلومالتجريبية وأمثالها ولكن يده وقدمه تزلانفي ما يتعلق بالذنب، ويرتكب بعض الذنوبالواردة في النصوص الإسلامية، فانالروايات التي وردت في آخر الآية:(ولا تؤتوا السفهاء أموالهم) (1).
تعتبر هؤلاء الأشخاص سفهاء، وقد ورد أنكمإذا أردتم أن تزوجوا
(1) سورة النساء، الآية 5.