مكان، فهو ليس حاضراً في مكان آخر، وإذاكان له حضور في زمان، يمكن ان لا يكون لهحضور في زمان آخر.
عندما يخبر الله تعالى عن الناس يقولبانهم كلهم مجاري فيض، وان ما تقوم بهأيديهم من أعمال يقوم بها الله فيالحقيقة، غاية الأمر أنهم مجرى فيض وخليفةلله، وتولوا رسالته، مع هذا الفرق وهو انهتعالى لا يرى، ولكن مظاهره مرئية.
المسكين رسول الله:
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتابنهج البلاغة انه قال:«إن المسكين رسول الله» (1).
هذا الكلام هو من أجل تعريفنا بأصل عام،فالإمام علي عليه السلام يقول: إن السائلمن أهل المسكنة والحاجة إذا جاءكم، فهورسول الله إليكم، وان الله أرسله، غايةالأمر إن الإنسان العادي الذي ليس لديهرؤية توحيدية، والمحروم والغافل عنالشهود الافعالية للتوحيد، يظن ان السائلجاء لطلب شيء لكي يرفع حاجته المادية،غافلاً عن أن هذا السائل جاء من مكان بعيد،ومعه رسالة الله، والله تعالى أعطاهمأمورية، في أن يطلب شيئاً منكم أنتمالمتمكنين، ويأخذ حقهُ المسلم، ولم يأتحتى تعطوه شيئاً من حقكم.
قال تعالى:
(وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) (2).
للشخص الذي لديه قدرة السؤال، أو ليس لديهقدرة السؤال، حق
(1) نهج البلاغة، الفيض، الحكمة 296.
(2) سورة الذاريات، الآية: 19.