بالعمل، فمثلاً إبراهيم الخليل عليهالسلام حين يعتزم طرح المسائل التوحيديةيقول:
(لا أحب الآفلين) (1).
إن ملة إبراهيم الخليل حصلت على رسميةبحيث أن القرآن دعانا إلى تعلم ملته، فقال:
(ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمينمن قبل) (2).
قال إبراهيم عليه السلام بعرض طريق البصروطريق القلب بدلاً من استدلال النظر وذلكفي مقام طرح التوحيد وطرد الشرك فهو لايدخل عن طريق البرهان ولا يقول: انه نظراًلأن الكوكب يتحرك والمتحرك يريد محركاً،وإذن لا يمكن أن يكون المتحرك رباً، بناءعلى هذا فمحركه هو الرب، لأن برهان الحركةأو برهان الحدوث او برهان الإمكان وأمثالذلك هي مجموعة أفكار نظرية.
أسلوب إبراهيم عليه السلام:
فسر الحكماء أصحاب الرأي والمتكلمونوالمحققون وأهل التفسير كل منهم أسلوبخليل الرحمن هذا بنوع من التفسير، بعضهمقال: إن مقصود إبراهيم الخليل عليه السلامهو إقامة برهان الإمكان، أي بالنظر لأنالكواكب (القمر والشمس) هي ممكنة والممكنمحتاج إلى الواجب فهي إذن ليست واجبة. بعضآخر قالوا: إن مراد إبراهيم عليه السلام،هو برهان الحدوث ولأن هذه الكواكب حادثةلذا تتطلب محدثاً. وبعض آخر قالوا:(1) (فلمّا جنّ عليه الليل رأى كوكباً قالهذا ربي فلمّا اَفَلَ قال لا أحب الآفلين).سورة الأنعام، الآية: 76.
(2) سورة الحج، الآية: 78.