يذكر القرآن الكريم أربعة نماذج منالنساء ـ نموذجان للسيئين ونموذجانللمؤمنين في سورة التحريم. وفي جميع هذهالحالات الأربع ليس هناك كلام عن المرأةوالرجل، لا يقول ان أولئك النساء السيئاتهن مثال للنساء السيئات، بل يقول: إنهننموذج للناس السيئين. وفي الحالتينالأخريين حين يذكر النساء الفاضلات، لايقول: إن النساء الفاضلات هن نموذج للنساءالفاضلات بل يقول: إنهن نموذج للناسالفاضلين.
امرأة لوط وامرأة نوح:
يبين القرآن الكريم نموذجاً للناسالسيئين بنقل قصة امرأتين سيئتين ويقول:(ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوحوامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادناصالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللهشيئاً لله وقيل ادخلا النار مع الداخلين)(1).
هنا لا يقول الله تعالى «ضرب الله مثلاًللآتي كفرن» ولا يقول «ضرب الله مثلاًللنساء الكافرات» لا يقول ان الله ذكرنموذجاً للنساء السيئات ـ بل يقول (ضربالله مثلاً للذين كفروا) لا (للنساء) ولا(للآتي كفرن) بناء على هذا يتضح إن (للذينكفروا) هذه لا تعني الرجال الكافرين بلتعني الناس الفاسقين والمجرمين، والمرأةالسيئة هي نموذج للناس السيئين لا نموذجللنساء السيئات (ضرب الله مثلاً للذينكفروا امرأة نوحٍ وامرأة لوط كانتا تحتعبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلميغنيا عنهما من الله شيئاً) المقصود هنا منالخيانة هي الخيانة الرسالية والعقائديةوالثقافية، ولذا قال لنا الله تعالى:
(1) سورة التحريم، الآية: 10.