الذي يعرفنا بعظمة ذلك المعنى، يرشدناأيضاً إلى خاصية لغة الحوار، ويقول: إنالكلام إذا كان عن المذكر، فهو ليس من أجلان هذا الوصف هو وصف المذكرات بل من أجلانه يعبر هكذا في مقام اللفظ، الخلاصة انتلك الشواهد المعنوية، وهذه الشواهداللفظية، تثبت أن ما يعود إلى العلم وإلىالعمل في المعارف والكمالات ليس الكلامفيه عن الذكورة والأنوثة.
حالات من التساوي في الاستفادات الماديةوالمعنوية:
أحياناً يمكن ان يحكم القرآن الكريمبالتساوي، ولكن ذلك النوع من الحالات هومن باب القضية الموجبة الصادق بصدقالموضوع والمحمول، وبإيجاب الموضوعوالمحمول، كما في قوله (سواء العاكف فيهوالباد) (1)، هنا حقيقة (العاكف) قسم و(الباد) قسم آخر.ان أهل المدينة قسم وان أهل (البدو)والبادية قسم آخر، هنا يمكن القول (سواءالعاكف فيه والباد) لأن هذا يعود إلىالجسم، لأن السكن في المدينة أو الباديةلا يعود إلى روح الإنسان، التقسيم إلىقارة أو أقليم جغرافي أو الخصائص المدينةأو القروية، هذه تتعلق بجسم الإنسان وليسبروح الإنسان، فروح الإنسان ليست مدنيةولا قروية، لا هي عرب ولا عجم، أو الفارسيةولا تركية، لا عبرية ولا عربية، لأنهاجاءت من عالم ليس فيه حديث عن العبريةوالعربية، أو الفارسية والسريانية، أوالرومية والتركية وأمثال ذلك، قطعاً فيالروح لا يكون الكلام على العاكف والبادولكن جسم الإنسان يقطن أحياناً في المدينةوأحياناً في القرية، لذا قال الله سبحانه:ان الشخص الذي جاء من البادية له استفادةمن الحرم، والشخص الساكن في المدينة ويقطنفي نفس مكة، له أيضاً استفادة (سواء العاكففيه والباد).
في قسم آخر حكم أيضاً بالتساوي وهذا الحكمبالتساوي إذا كان
(1) سورة الحج، الآية: 25.