تعلمها، وإذا أصبح شخص صاحب بصر في العلمالشهودي والحضوري فانه يعمل نفس العملالذي يعمله صاحب النظر. أصحاب النظريرتبون أنظارهم وأنظار الآخرين ويصبحونأصحاب رأي، ويستفيدون من أنظارهم وأنظارالآخرين في مقام التعليم. والعرفاءالشاهدون أصحاب البصر يستفيدون منبصيراتهم وبصيرات الآخرين في مقامالتعليم ويقدمون ذلك الطريق إلى السائرينفي طريق الشهود والحضور. غاية ما في الأمران الشاهد العارفي إذا جلس على كرسيالتدريس، يستفيد غالباً من طريق (النظر) أييجعل المسائل البرهانية أرضية بصفتها(عرفان نظري)، حتى يصل بعض الناس من (النظر)إلى (البصر)؛ لأن ما هو قابل للنقلوالانتقال هي (المعاني والمفاهيم)، وليسالشهودات العينية حيث ان التحقق الخارجيهو عين ذاتها.
أحياناً قد يستطيع أولياء الله إيصال فيضللآخرين، لكن ذلك قليل جداً، إن الحكمةوالفلسفة تمثل بالنسبة للعرفان نفس دورالمنطق للفلسفة، أي أن المعيار هو العمل،هذه هي علوم بشرية ويقوم معلموا البشر فيهذه الكراسي الثلاثة بتدريسها. ورأسمالتدريس وتعليم هذه العلوم الثلاثة هو الذيتقدم بيانه.
كيفية تعليم الرسول الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم:
ذكر الله تعالى، رسوله الأكرم ـ عليه آلافالتحية والثناء ـ بوصفه معلماً. قالسبحانه: (ويعلمهم الكتاب والحكمة).هل مقصود الآية هذا المعنى وهو ان رسولالله. يعلم الآخرين المعارف القرآنيةبمستوى طبيب، حيث يستفيد من رأسمالهالتجريبي، أم بمعنى يعلم الآخرين المعارفالقرآنية كحكيم، يستخدم رأسماله الفكري