إن روح الإنسان تشكل كل حقيقته بدلالةآيات الشهادة وأمثالها ـ ولهذا السبب يقولإن الشهيد كالحي. أو بدلالة أمثال هذهالآية الشريفة:
(ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) (1).
وهنا الإنسان حيّ مع أنه فقد بدنهالطبيعي.
امتياز المرأة والرجل حسب العلل والعواملالداخلية والخارجية:
البرهان العقلي يقدم على ان امتياز شيئينمختلفين ومتمايزين هو إما حسب علل وعواملخارجية أو طبق علل وعوامل داخلية. وإذا لميكن هناك أي تمايز بين هذين الأمرين من حيثالعلل الخارجية والعوامل الداخلية، فإنهذين الأمرين، يكونان صنفين من نوع واحد،أو فردين من صنف واحد، ولكن لا يكونانأبداً نوعين من جنس واحد، لأنهما في هذهالحالة يحصلان على اختلاف جوهري. إنالمبدأ الفعلي والغائي للناس سواء النساءأو الرجال هو واحد، والدين الذي جاءلتربيتهم هو واحد لكلا الصنفين، والجزاءالذي هو نتيجة العمل، هو أصل واحد لكليهماـ هذا الأمر، أي نفي التمايز الخارجي، يقعموضع استشهاد المعصومين عليهم السلام فيكثير من المسائل. فقد جاء في الرواية:(إن الربّ واحد والأب واحد وإن الدين واحد)(2).
أي ان العرق ليس عامل اختلاف، والقوميةوالزمان واللغة لا تهيىء أرضية امتياز،حيث يستشهد في هذه الرواية بتساوي العللوالعوامل الخارجية ويقول: بما أن الربواحد ورجوع الجميع إلى مرجع واحد وجزاءالجميع هو في مقابل العمل فالأقواموالشعوب لا تختلف.
(1) سورة المؤمنون، الآية: 100.
(2) معالم الحكومة، ص 404.