أما أن زكريا عليه السلام طلب آية، فإن حقالمسألة هو أن هذه الآية لم تكن لشك كانلديه بل كان كما قال إبراهيم عليه السلام:
(ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمنقال بلى ولكن ليطمئن قلبي) (1).
أي، إلهي أرني كيف تحيي الموتى، فقالتعالى له: (أو لم تؤمن) فقال إبراهيم بلى،ولكن من أجل يصل إلى مقام ارفع، ويصل إلىدرجة فيصبح مظهر (هو المحيي)، وإلا فهومعتقد بالمعاد ويعلم أن الله يحيي الموتى،ولكنه أراد أن يفهم كيف يحيي الله الموتى،وطبعاً هذا أيضاً ليس بتلك الصورة التييريه الله كيف يحيي الموتى، بل أراد أنيجعله الله مظهراً لـ (هو المحيي) فيحياعلى يده الموتى، وهذا هو أعلى مقام سألهإبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا الطريق الأبراهيمي علمه إبراهيم عليهالسلام لأبنائه في ان يطلبوا أيضاً منالله تعالى آية لحظة بلحظة حتى يصلوا إلىمقام الطمأنينة ويجدوا النفس المطمئنة.
مراحل اليقين:
إذا اتضحت لشخص مسألة بواسطة البرهان،فلديه مرحلة من الطمأنينة، وإذا تبدلبرهانه من علم اليقين إلى عين اليقين سيرىماذا يجري في العالم ويرى كيف يحيي اللهالموتى، وهذه مرحلة أيضاً، ولكن المرحلةالأعلى من عين اليقين هي مرحلة حق اليقين،أي ان الإنسان يصل إلى درجة بحيث يشاهد ـهو المحيي ـ في نفسه، لأن ـ المحيي ـ هو وصفمن الأوصاف الفعلية لله، والأوصافالفعلية خارجة عن الذات الأقدس ـ على(1) سورة البقرة، الآية: 260.