وافترضنا ان الرجل أقوى من المرأة فيمسائل التفكير والفكر، فلا يكون الرجلأيضاً أقوى في مسائل أخرى، لأن طريق الفكرليس هو كل الطرق فطريق الذكر، والمحبةوالموعظة، ان لم يكن أقوى من طريق الفكروالتفكر، فهو ليس أضعف منه.
هذان الطريقان لاءم بينهما القرآن، ولوأراد شخص أن يصبح قوياً في طريق الجزموالنظر، يجب أن يصل إلى العزم والتصميمأيضاً، حتى يصبح حياً، كما ان الشخص إذاكان قوياً في طريق العزم والتصميم، يجب انيصل إلى الجزم والفكر أيضاً، حتى يصل إلىحياة أفضل، القرآن يلائم دائماً بين جزمالنظر وعزم العمل، إذ من مجموع العلموالعمل، والعمل والقوة تنشأ الحياة،فالشخص الذي يعلم فقط لا يعتبره القرآنحياً، والشخص الذي يعمل فقط ولكن ليس علىأساس الفكر، لا يعتبره القرآن متمتعاًبحياة طيبة، حياة طوبى هي في ظل العلمالصادق والعلم الصحيح، وللتلاؤم بين هذينالجناحين يطرح القرآن طريق العمل عندمايعرض المسائل العلمية، وعندما ينصب طرقالذكر والموعظة للسالك، يقدم له أيضاًطريق التفكر والفكر، وإذا كان سالكوا هذاالطريق بعضهم أقوى في النظر، وبعضهم فيالعمل فالنتيجة أن من الممكن أن يصلا إلىمقصد واحد، وطريق القلب وهو طريق الموعظةوالذكر والنصيحة، إذا لم يكن النساء أقوىفيه من الرجال فلسن أضعف، إذن لا يمكنالقول إن المرأة في المعارف أقل من الرجل،لأن المعارف ليست محدودة وخاصة بالفكر.