ذلك فهو ليس لأن البدن له دور بل لأن الروحلها دور، وهذه العلوم الحصولية تتبدل بعدالموت إلى علوم حضورية وهذه العلومالحضورية ترتبط بالكشف والشهود وتهذيبالنفس.
طبعاً إذا لم يك الشخص من أهل نزاهة الروحفان الحق لا يتضح له بعد الموت بهذهالسهولة، لأن هناك بعض الناس لا يعلمونبعد الموت أنهم ماتوا، فهم يرون أن النشأةتغيرت ولكن لا يعلمون ماذا حصل. إن تلقينالموتى في القبور، والقول للميت اعلم أنالموت حق، ليفهم أنه ميت، طبعاً الخواصيفهمون أنهم ماتوا، ولكن كثيراً منالأفراد المتوسطين والضعفاء يرون فقط أنالنشأة تغيرت، يرون مجيء عدد من الأشخاصفيحشرون مع آخرين، ولكن ماذا حصل؟ أين هم؟ما هي الحادثة التي وقعت؟ فلا يعلمون. بعدذلك يفهمون شيئاً فشيئاً أنهم ماتوا، لأنمسألة الموت من أعقد المسائل. الإنسانالذي يدخل في نشأة أخرى هو كالطفل المولودلا يفهم في البداية أنه انتقل من رحم الأمإلى عالم الطبيعة، وبعد ذلك يفهم أنه قدولد وحصل على حياة جديدة.