والسائل أيضاً مأجور، ولكن كما هو مشخص انمراد مضمون الرواية هو انه يجب السؤاللأجل الفهم، لا لأجل العناد ـ لذا حين قالتعالى:
(اني جاعل في الأرض خليفة) (1).
قال الملائكة:
(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).
وذكروا سرّ أولويتهم هكذا:
(ونحن نسبحّ بحمدك ونقدس لك).
تلك الجهة رجحان خلافة الملائكة وهذهالجهة مرجوحية خلافه الإنسان، إحداهماسلبية والأخرى إثباتية، ولكن الملائكةبدأوا جميع هذه الاحتجاجات في سؤالهمالأول، بالتسبيح وقالوا: (سبحانك)، أي انكمنزه عن كل نقص وعيب، ومبرأ من كل نقدواعتراض، ونحن الذين لا معلم ن وأنهم بعدالفهم سبحوا أيضاً وقالوا:
(سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علمتنا) (2).
أما اعتراض الشيطان عند الأمر بالسجدةفكان هكذا:
(أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)(3).
ولأن سؤال الشيطان كان ممزوجاً بالنقدوالاعتراض، لذا عبر القرآن الكريم عنشيطنة الشيطان، بهذا التعبير:
(أبى واستكبر وكان من الكافرين).
(1) سورة البقرة، الآية: 30. (2) سورة البقرة، الآية: 32. (3) سورة الأعراف، الآية: 12.