جمال المرأة و جلالها

عبداللَّه الجوادی الآملی‏

نسخه متنی -صفحه : 397/ 96
نمايش فراداده

والسائل أيضاً مأجور، ولكن كما هو مشخص انمراد مضمون الرواية هو انه يجب السؤاللأجل الفهم، لا لأجل العناد ـ لذا حين قالتعالى:

(اني جاعل في الأرض خليفة) (1).

قال الملائكة:

(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).

وذكروا سرّ أولويتهم هكذا:

(ونحن نسبحّ بحمدك ونقدس لك).

تلك الجهة رجحان خلافة الملائكة وهذهالجهة مرجوحية خلافه الإنسان، إحداهماسلبية والأخرى إثباتية، ولكن الملائكةبدأوا جميع هذه الاحتجاجات في سؤالهمالأول، بالتسبيح وقالوا: (سبحانك)، أي انكمنزه عن كل نقص وعيب، ومبرأ من كل نقدواعتراض، ونحن الذين لا معلم ن وأنهم بعدالفهم سبحوا أيضاً وقالوا:

(سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علمتنا) (2).

أما اعتراض الشيطان عند الأمر بالسجدةفكان هكذا:

(أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)(3).

ولأن سؤال الشيطان كان ممزوجاً بالنقدوالاعتراض، لذا عبر القرآن الكريم عنشيطنة الشيطان، بهذا التعبير:

(أبى واستكبر وكان من الكافرين).

(1) سورة البقرة، الآية: 30.

(2) سورة البقرة، الآية: 32.

(3) سورة الأعراف، الآية: 12.