مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 102
نمايش فراداده

يُؤْمِنُونَ» أقسم الله إن هؤلاءالمنافقين لا يكونون مؤمنين و لا يدخلونفي الإيمان «حَتَّى يُحَكِّمُوكَ» أي حتىيجعلوك حكما أو حاكما «فِيما شَجَرَبَيْنَهُمْ» أي فيما وقع بينهم من الخصومةو التبس عليهم من أحكام الشريعة «ثُمَّ لايَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» أي في قلوبهم«حَرَجاً» أي شكا في أن ما قتله حق عنمجاهد و قيل إثما أي لا يأثمون بإنكار ذلكعن الضحاك و قيل ضيقا بشك أو إثم عن أبي عليالجبائي و هو الوجه «مِمَّا قَضَيْتَ» أيحكمت «وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» أيينقادوا لحكمك إذعانا لك و خضوعا لأمرك و روي عن الصادق (ع) أنه قال لو أن قوما عبدواالله و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وصاموا شهر رمضان و حجوا البيت ثم قالوالشي‏ء صنعه رسول الله إلا صنع خلاف ما صنعأو وجدوا من ذلك حرجا في أنفسهم لكانوامشركين‏ ثم تلا هذه الآية.

سورة النساء (4): الآيات 66 الى 68

وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوامِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّقَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْفَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَخَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً (66)وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّاأَجْراً عَظِيماً (67) وَ لَهَدَيْناهُمْصِراطاً مُسْتَقِيماً (68)

القراءة

قرأ ابن كثير و نافع و ابن عامر و الكسائيأن اقتلوا بضم النون أو أخرجوا بضم الواو وقرأ عاصم و حمزة بكسرهما و قرأ أبو عمروبكسر النون و ضم الواو و قرأ ابن عامر وحدهإلا قليلا بالنصب و هو كذلك في مصاحف أهلالشام و قرأ الباقون بالرفع.

الحجة‏

قال أبو علي أما فصل أبي عمرو بين الواو والنون فلأن الضم بالواو أحسن لأنها تشبهواو الضمير و الجمهور في واو الضمير علىالضم نحو لا تَنْسَوُا الْفَضْلَبَيْنَكُمْ و قال و إنما ضمت النون لأنهامكان الهمزة التي ضمت لضم الحرف الثالثفجعلت بمنزلتها و إن كانت منفصلة و فيالواو هذا المعنى و المعنى الذي أشرناإليه من مشابهته واو الضمير و الضمة فيسائر هذه أحسن لأنها في موضع الهمزة قالأبو الحسن و هي لغة حسنة و هي أكثر فيالكلام و أقيس و وجه قول من كسر أن هذهالحروف منفصلة من الفعل المضموم الثالث‏