مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 127
نمايش فراداده

أحسن من زيد فهما فهو استفهام في اللفظ وتقرير في المعنى.

المعنى

«اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» قد مرتفسيره «لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‏ يَوْمِالْقِيامَةِ» أي ليبعثنكم من بعد مماتكم ويحشرنكم جميعا إلى موقف الحساب الذي يقضىفيه بين أهل الطاعة و المعصية و قال الزجاجمعناه ليجمعنكم في الموت و في قبوركم «لارَيْبَ فِيهِ» أي لا شك في هذا القول وإنما سمي يوم القيامة لأن الناس يقومونفيه من قبورهم و في التنزيل يَوْمَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ«وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِحَدِيثاً» أي موعدا لا خلف لوعده و قيلمعناه لا أحد أصدق من الله في الخبر الذييخبر به.

النظم‏

لما أمر تعالى و نهى فيما قبل بين بعده أنهالإله الذي لا يستحق العبادة سواه أيفاعملوا على حسب ما أوجبه عليكم فإنهيجازيكم به ثم بين وقت الجزاء و قيل إنمااتصل بقوله «حَسِيباً» أي إنما الحسيب هوالله.

سورة النساء (4): آية 88

فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَفِئَتَيْنِ وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِماكَسَبُوا أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوامَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ مَنْ يُضْلِلِاللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88)

اللغة

الإركاس الرد و منه قول أمية بن أبي الصلت:


  • فاركسوا في حميم النار إنهم كانوا عصاةو قالوا الإفك و الزورا

  • كانوا عصاةو قالوا الإفك و الزورا كانوا عصاةو قالوا الإفك و الزورا

قال الفراء يقال أركسهم و ركسهم و قد ذكرأن عبد الله و أبي بن كعب قرءا ركسهم بغيرألف.

الإعراب

فئتين نصب على الحال كما تقول ما لك قائماو العامل في الحال معنى الفعل الذي فيالظرف أعني قوله لك.

النزول‏

اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فيه فقيل‏ نزلت في قوم قدموا المدينة من مكة فأظهرواللمسلمين الإسلام ثم رجعوا إلى مكة لأنهماستوخموا المدينة فأظهروا الشرك ثمسافروا ببضائع المشركين إلى اليمامةفأراد المسلمون أن يغزوهم فاختلفوا فقالبعضهم لا نفعل فإنهم مؤمنون و قال آخرونأنهم مشركون فأنزل الله فيهم الآية عنمجاهد و الحسن و هو