و قيل نزلت في الذين تخلفوا عن أحد و قالوالَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْالآية فاختلف أصحاب رسول الله فقال فريقمنهم نقتلهم و قال آخرون لا نقتلهم فنزلتالآية عن زيد بن ثابت.
المعنى
ثم عاد الكلام إلى ذكر المنافقين فقالتعالى «فَما لَكُمْ» أيها المؤمنين صرتم«فِي» أمر هؤلاء «الْمُنافِقِينَفِئَتَيْنِ» أي فرقتين مختلفتين فمنكم منيكفرهم و منكم من لا يكفرهم «وَ اللَّهُأَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا» أي ردهم إلىحكم الكفار بما أظهروا من الكفر عن ابنعباس و قيل معناه أهلكهم بكفرهم عن قتادة وقيل خذلهم فأقاموا على كفرهم و ترددوا فيهفأخبر عن خذلانه إياهم بأنه أركسهم عن أبيمسلم «أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا» أيتحكموا بهداية «مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ» أيحكم الله بضلاله و سماه ضالا و قيل معنىأضله الله خذله و لم يوفقه كما وفقالمؤمنين لأنهم لما عصوا و خالفوا استحقواهذا الخذلان عقوبة لهم على معصيتهم أي أتريدون الدفاع عن قتالهم مع أن الله حكمبضلالهم و خذلهم و وكلهم إلى أنفسهم و قالأبو علي الجبائي معناه أ تريدون أن تهدواإلي طريق الجنة من أضله تعالى عن طريقالجنة و الثواب و طعن على القول الأول بأنهلو أراد التسمية و الحكم لقال من ضلل اللهو هذا لا يصح لأن العرب تقول أكفرته وكفرته قال الكميت:
و طائفة قد أكفروني بحبكم
و طائفة قالوامسيء و مذنب
و طائفة قالوامسيء و مذنب
و طائفة قالوامسيء و مذنب