مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 129
نمايش فراداده

سورة النساء (4): آية 89

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوافَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوامِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوافِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْافَخُذُوهُمْ وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُوَجَدْتُمُوهُمْ وَ لا تَتَّخِذُوامِنْهُمْ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً (89)

المعنى

ثم بين تعالى أحوال هؤلاء المنافقين فقال«وَدُّوا» أي ود هؤلاء المنافقون الذيناختلفتم في أمرهم يعني تمنوا «لَوْتَكْفُرُونَ» أنتم بالله و رسوله «كَماكَفَرُوا» هم «فَتَكُونُونَ سَواءً» أيفتستوون أنتم و هم و تكونون مثلهم كفارا ثمنهى تعالى المؤمنين أن يوادوهم فقال «فَلاتَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ» أي فلاتستنصروهم و لا تستنصحوهم و لا تستعينوابهم في الأمور «حَتَّى يُهاجِرُوا» أي حتىيخرجوا من دار الشرك و يفارقوا أهلهاالمشركين بالله «فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أيفي ابتغاء دينه و هو سبيله فيصيروا عند ذلكمثلكم، لهم ما لكم و عليهم ما عليكم و هذاقول ابن عباس و إنما سمي الدين سبيلا وطريقا لأن من يسلكه أداه إلى النعمة و ساقهإلى الجنة «فَإِنْ تَوَلَّوْا» أي أعرضواعن الهجرة في سبيل الله عن ابن عباس«فَخُذُوهُمْ» أيها المؤمنون «وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ»أي أين أصبتموهم من أرض الله من الحل والحرم «وَ لا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْوَلِيًّا» أي خليلا «وَ لا نَصِيراً» أيناصرا ينصركم على أعدائكم.

سورة النساء (4): آية 90

إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى‏قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌأَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْيُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُواقَوْمَهُمْ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُلَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْفَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْفَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْاإِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَاللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)

اللغة

الحصر الضيق و كل من ضاقت نفسه عن شي‏ء منفعل أو كلام يقال قد حصر و منه الحصر فيالقراءة و الحصر اعتقال البطن و الاعتزالأن ينتحي الرجل عن الشي‏ء يقال اعتزلتالبيت و تعزلته قال الأحوص:

يا بيت عاتكة الذي أ تعزل حذر العدى و بهالفؤاد موكل‏