يسمع المسموعات و يبصر المبصرات عندالوجود و هذه الصفة هي كونه حيا لا آفة به وقيل إنما ذكر هذا ليبين أنه يسمع ما يقولالمنافقون إذا خلوا إلى شياطينهم و يعلمما يسرونه من نفاقهم.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُواقَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَلِلَّهِ وَ لَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِالْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ إِنْيَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُأَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُواالْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْتَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّاللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً(135)
قرأ ابن عامر و حمزة أن تلوا بضم اللام وواو واحدة ساكنة و الباقون «تَلْوُوا»بواوين الأولى مضمومة و الثانية ساكنة.
من قرأ بواو واحدة فحجته أن يقول أنه منالولاية و ولاية الشيء إقبال عليه و خلافالإعراض عنه فيكون المعنى إن تقبلوا أوتعرضوا فإن الله خبير بأعمالكم يجازيالمحسن المقبل بإحسانه و المسيء المعرضبإعراضه و تركه الإقبال على ما يلزمه أنيقبل عليه قال و إذا قرأت «تَلْوُوا» فهيمن اللي و اللي مثل الأعراض فيكونكالتكرير أ لا ترى أن قوله «لَوَّوْارُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ»معناه الإعراض و ترك الانقياد للحق و منقرأ «تَلْوُوا» من لوى فحجته أن يقول لاينكر أن يتكرر اللفظان بمعنى واحد نحوقوله «فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْأَجْمَعُونَ» و قول الشاعر:
(و هند أتى من دونها الناي و البعد) و قول آخر:
(و ألفى قولها كذبا و مينا) و قيل أن تلوا يجوز أن يكون تلووا و إنالواو التي هي عين همزت لانضمامها كماهمزت في أدؤر ثم طرحت الهمزة و ألقيتحركتها على اللام التي هي فاء فصارت تلواكما تطرح الهمزة في أدؤر و تلقي حركتها علىالدال فتصير آدر.
القسط و الأقساط العدل يقال أقسط الرجلإقساطا إذا عدل و أتى بالقسط و قسط الرجليقسط قسوطا إذا جار و يقال قسط البعير يقسطقسطا إذا يبست يده و يد قسطاء أي يابسةفكان معنى أقساط أقام الشيء على حقيقتهفي التعديل و كان قسط أي جار معناه يبسالشيء و أفسد جهته المستقيمة و القوامفعال من القيام و هو أن يكون عادته القيامو اللي