شهداء نصب على الحال من الضمير في قوله«قَوَّامِينَ» و هو ضمير «الَّذِينَآمَنُوا» و يجوز أن يكون خبر كان على أنلها خبرين نحو هذا حلو حامض و يجوز أن يكونصفة لقوامين إن يكن غنيا أو فقيرا فاللهأولى بهما لم يقل به لأنه أراد فالله أولىبغناء الغني و فقر الفقير لأن ذلك منهسبحانه و قيل إنما ثني الضمير لأن أو فيهذا الموضع بمعنى الواو و قيل أنه لم يقصدغنيا بعينه و لا فقيرا بعينه فهو مجهول وما ذلك حكمه يجوز أن يعود إليه الضميربالتوحيد و التثنية و قد ذكر أن في قراءةأبي فالله أولى بهم و قيل إنما قال بهمالأنهما قد ذكرا كما قال وَ لَهُ أَخٌ أَوْأُخْتٌ فلكل واحد منهما و قيل إنما جاز ذلكلأنه أضمر فيه من خاصم على ما تذكره فيالمعنى مشروحا و «أَنْ تَعْدِلُوا» يجوزأن يكون في موضع نصب بأنه مفعول له أي هربامن أن تعدلوا و كراهة أن تعدلوا و يجوز أنيكون في موضع جر على معنى فلا تتبعوا الهوىلتعدلوا.
المعنى
لما ذكر سبحانه أن عنده ثواب الدنيا والآخرة عقبه بالأمر بالقسط و القيام بالحقو ترك الميل و الجور فقال «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَبِالْقِسْطِ» أي دائمين على القيامبالعدل و معناه و لتكن عادتكم القيامبالعدل في القول و الفعل «شُهَداءَلِلَّهِ» و هو جمع شهيد أمر الله تعالىعباده بالثبات و الدوام على قول الحق والشهادة بالصدق تقربا إليه و طلبا لمرضاتهو عن ابن عباس كونوا قوالين بالحق فيالشهادة على من كانت و لمن كانت من قريب أوبعيد «وَ لَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ» أي ولو كانت شهادتكم على أنفسكم «أَوِالْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ» أي علىوالديكم و على أقرب الناس إليكم فقوموافيها بالقسط و العدل و أقيموها على الصحة والحق و لا تميلوا فيها لغنى غني أو لفقرفقير فإن الله قد سوى بين الغني و الفقيرفيما ألزمكم من إقامة الشهادة لكل واحدمنهما بالعدل و في هذا دلالة على جوازشهادة الولد لوالده و الوالد لولده و عليهو شهادة كل ذي قرابة لقريبه و عليه و إليهذهب ابن عباس في قوله أمر الله سبحانهالمؤمنين أن يقولوا الحق و لو على أنفسهمأو آبائهم أو أبنائهم و لا يحابوا غنيالغناه و لا مسكينا لمسكنته و قال ابن شهابالزهري كان سلف المسلمين على ذلك حتى دخل