يزل سبحانه مجازيا لكم على الشكر فسمىالجزاء باسم المجزي عليه «عَلِيماً» بمايستحقونه من الثواب على الطاعات فلا يضيععنده شيء منها عن قتادة و غيره و قيلمعناه أنه يشكر القليل من أعمالكم و يعلمما ظهر و ما بطن من أفعالكم و أقوالكم ويجازيكم عليها و قال الحسن معناه أنه يشكرخلقه على طاعتهم مع غناه عنهم فيعلمبأعمالهم.
لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَبِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْظُلِمَ وَ كانَ اللَّهُ سَمِيعاًعَلِيماً (148) إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْتُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍفَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً(149)
القراءة على ضم الظاء من «ظُلِمَ» و رويعن ابن عباس و سعيد بن جبير و الضحاك و عطاءبن السائب و غيرهم إلا من ظلم بفتح الظاء واللام.
قال ابن جني «ظُلِمَ» و ظلم جميعا علىالاستثناء المنقطع أي لكن من ظلم فإن اللهلا يخفى عليه أمره و دل عليه قوله «وَ كانَاللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً» و موضع من نصبفي الوجهين جميعا قال الزجاج فيكون المعنىلكن المظلوم يجهر بظلامته تشكيا و لكنالظالم يجهر بذلك ظلما قال و يجوز أن يكونموضع من رفعا على معنى لا يحب الله أن يجهربالسوء من القول إلا من ظلم فيكون من بدلامن معنى أحد و المعنى لا يحب الله أن يجهرأحد بالسوء من القول إلا المظلوم قال وفيها وجه آخر لا أعلم أحدا من النحويينذكره و هو أن يكون على معنى لكن الظالماجهروا له بالسوء من القول.
«لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَبِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ» قيل في معناهأقوال (أحدها) لا يحب الله الشتم فيالانتصار «إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» فلا بأس له أن ينتصرممن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدين عنالحسن و السدي و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و نظيره وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ماظُلِمُوا قال الحسن و لا يجوز للرجل إذاقيل له يا زاني أن يقابل له بمثل ذلك منأنواع الشتم (و ثانيها) إن معناه لا يحبالله الجهر بالدعاء على أحد إلا أن يظلمإنسان