روي عن أبي عبد الله (ع) أنه الضيف ينزلبالرجل فلا يحسن ضيافته فلا جناح عليه فيأن يذكره بسوء ما فعله
«وَ كانَ اللَّهُ سَمِيعاً» لما يجهر بهمن سوء القول «عَلِيماً» بصدق الصادق وكذب الكاذب فيجازي كلا بعمله و في هذهالآية دلالة على أن الرجل إذا هتك ستره وأظهر فسقه جاز إظهار ما فيه و قد جاء
في الحديث" قولوا في الفاسق ما فيه يعرفهالناس و لا غيبة لفاسق"
و فيها ترغيب في مكارم الأخلاق و نهي عنكشف عيوب الخلق و إخبار بتنزيه ذاته تعالىعن إرادة القبائح فإن المحبة إذا تعلقتبالفعل فمعناها الإرادة ثم خاطب سبحانهجميع المكلفين فقال «إِنْ تُبْدُوا» أيتظهروا «خَيْراً» أي حسنا جميلا من القوللمن أحسن إليكم شكرا على إنعامه عليكم«أَوْ تُخْفُوهُ» أي تتركوا إظهاره و قيلمعناه إن تفعلوا خيرا أو تعزموا عليه و قيليريد بالخير المال أي تظهروا صدقة أوتخفوها «أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ» معناهأو تصفحوا عمن أساء إليكم مع القدرة علىالانتقام منه فلا تجهروا له بالسوء منالقول الذي أذنت لكم في أن تجهروا به«فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا» أيصفوحا عن خلقه يصفح لهم عن معاصيهم«قَدِيراً» أي قادرا على الانتقام منهم وهذا حث منه سبحانه منه لخلقه على العفو عنالمسيء مع القدرة على الانتقام والمكافاة فإنه تعالى مع كمال قدرته يعفوعنهم ذنوبا أكثر من ذنب من يسيء إليهم وقد تضمنت الآية التي قبلها إباحة الانتصافمن الظالم بشرط أن يقف فيه على حد الظلم وموجب الشرع.